الجمعة، 17 مايو 2013

فضل المهدي وأصحابه - من حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم -

لبسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وآله وصحبه ومن والاه.


في فضل آخر الزمان:
 
  ۩۩- فضل المهدي وأصحابه -۩۩۩-

هذه جملة أحاديث صحيحة صريحة في فضل المهدي وأصحابه، لدرجة مفاخرة النبي صلى الله عليه وسلّم بهم بين أصحابه ذوي الفضل الخاصّ والصحبة والسبق كما هو معلوم في فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
 
 

1
۩ - عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال : بعثني خالد بن الوليد بشيراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة ، فلما دخلت عليه قلت : يا رسول الله ، فقال : ((على رسلك يا عبد الرحمن ، أخذ اللواء زيد بن حارثة ، فقاتل حتى قتل ، رحم الله زيداً . ثم أخذ اللواء جعفر ، فقاتل فقتل ، رحم الله جعفراً ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة ، فقاتل فقتل ، رحم الله عبد الله . ثم أخذ اللواء خالد ، ففتح الله لخالد ، فخالد سيف من سيوف الله .
فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا : وما لنا لا نبكي وقد قتل خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا ! فقال : لا تبكوا ، فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها ، فاجتث زواكيها ، وهيأ مساكنها ، وحلق سعفها ، فأطعمت عاماً فوجاً ، ثم عاماً فوجاً ، ثم عاماً فوجاً ، فلعل آخرها طعماً يكون أجودها قنواناً وأطولها شمراخاً ؟.
والذي بعثني بالحق نبياً ليجدن عيسى ابن مريم في أمتي خلفاً من حواريه )) أخرجه الامام الترمذي في نوادر الأصول 
 

______________
 
 

2
۩ - وصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال (مثل أمّتي مثل المطر لا يُدرى أوّله خير أم آخره) رواه أحمد والترمذي والطبراني في الأوسط وغيرهم.

قَال ابن عبد البر في التمهيد : (« وأَمَّا قوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره» فروي من وجوه حسان .... وهذه الأَحَادِيث تقتضي مع تواتر طرقها وحسنها التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها)

وقال ابن كثير في (( تفسيره )) ( 7 / 523 – ط / الحديث ) : " فهذا الحديث بعد الحكم بصحة إسناده محمول على : أن الدين كما هو محتاج إلى أول الأمة في إبلاغه إلى من بعده ، كذلك هو محتاج إلى القائمين به في أواخرها ، وتثبيت الناس على السنة وروايتها وإظهارها ، والفضل للمتقدم."

وقال الشيخ ابن تيمية ( مجموع الفتاوى/ المجلد الثامن عشر) : (وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «مثل أمتي كمثل الغَيْثِ، لا يدري أوله خَيْرٌ أو آخره»، فهذا قد رواه أحمد في المسند، وقد ضعفه بعض الناس، وبعضهم لم يضعفه، لكن قال معناه: أنه يكون في آخرالأمة من يقارب أولهم في الفضل، وإن لم يكن منهم، حتى يشتبه على الناظر أيهما أفضل، وإن كان الله يعلم أن الأول أفضل، كما يقال في الثوب المتشابه الطرفين: هذا الثوب لا يدري أي طرفيه خير، مع العلم بأن أحد طرفيه خير من الآخر؛ وذلك لأنه قال: لا يدري أوله خير، أو آخره، ومن المعلوم أن الله يعلم أيهما خير، إذا كان الأمر كذلك، وإنما ينفي العلم عن المخلوق، لا عن الخالق؛ لأن المقصود التشابه والتقارب، وما كان كذلك اشتبه على المخلوق أيهما خير.)
 

______________
 
 

3
۩ - وروى مسلم في صحيحه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون عند فساد الناس . وفي لفظ آخر: الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي )

وهنا جمع النبيّ صلى الله عليه وسلم الغربة في أوّل الزمان وآخره وقال طوبى للغرباء وفي ذلك اشارة لفضل أوّل الزمان وآخره عن غيرهم.
 

______________
 

4
۩ - روى الحاكم في المستدرك وغيره : عن ابن نفير عن أبيه رضي الله عنهما قال: لما اشتد جزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على من قتل يوم مؤتة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليدركنّ الدجالَ قومٌ مثلكم أو خيراً منكم ثلاث مرات ، ولن يخزي الله أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها ). وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات.
 

_____________
 
 

 5
۩- عن أبي هريرة، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلث أفضل الشهداء عند الله تعالى، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم، بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم. فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذا أقيمت الصلاة، فينزل عليه عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لأنذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته".
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه

نعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شهداء الملحمة الكبرى التي تقع في زمن المهدي عليه السلام هنا أنّهم أفضل الشهداء عند الله.
 

_______________
 
 

6
۩ - تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح , فقال : يا رسول الله , هل أحد خير منا ؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك . قال : نعم , قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني [ وفي رواية ] قال : ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء , بل قوم من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به ويعملون بما فيه , أولئك أعظم منكم أجرا مرتين
الراوي: أبو جمعة الأنصاري حبيب بن سباع المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/78

خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]
 

_______________
 
 

عن أبي محيريز ، قال : قلت لأبي جمعة - رجل من الصحابة - : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : نعم ، أحدثكم حديثا جيدا ، تغدينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح ، فقال : يا رسول الله !أحد خير منا ؟ أسلمنا وجاهدنا معك ؟ ! قال : نعم ، قوم يكونون من بعدكم ؛ يؤمنون بي ولم يروني .

الراوي: أبو جمعة الأنصاري حبيب بن سباع المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 6246
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح 
 

______________
 
 

7
۩ -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من نبي إلا وقد أنذر قومه المسيخ الدجال لقد أنذر نوح قومه ولعله سيدركه بعض من رأى أو سمع كلامي قالوا يا رسول الله فكيف قلوبنا يومئذ قال مثلها يعني اليوم أو خير ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وتعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت وأنه مكتوب بين عينيه كافر يقرأه من كره عمله)

الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 5/75
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 

_______________
 
 

8
۩ - قال رسول الله : ( إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر قومه الدجال وإني أنذركموه فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي قالوا يا رسول الله فكيف قلوبنا يومئذ ؟ قال مثلها - يعني اليوم - أو خير)

الراوي: أبو عبيدة بن الجراح المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2234
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
 

______________
 
 
 
9
۩ - روى الحاكم في مستدركه ( 4 / 596 برقم 8659 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1411 - 1990، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا ) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عمرو بن محمد العنقزي ثنا يونس بن أبي إسحاق أخبرني عمار الدهني عن أبي الطفيل عن محمد بن الحنفية قال : كنا عند علي رضي الله عنه فسأله رجل عن المهدي فقال علي رضي الله عنه : هيهات ثم عقد بيده سبعا فقال : ذاك يخرج في آخر الزمان إذا قال الرجل الله الله قتل فيجمع الله تعالى له قوما قزع كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم لا يستوحشون إلى أحد و لا يفرحون بأحد يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر لم يسبقهم الأولون و لا يدركهم الآخرون وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزا معه النهر ) .

قال أبو الطفيل : قال ابن الحنفية : ( أتريده ؟ قلت : نعم ، قال : إنه يخرج من بين هذين الخشبتين ، قلت : لا جرم و الله لا أريهما حتى أموت ، فمات بها يعني مكة حرسها الله تعالى )

قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )

ووافقه الذهبي في التلخيص ، فقال : ( على شرط البخاري ومسلم )

* قلتُ والشاهد في هذا الحديث العظيم الصحيح قول سيّدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه في وصف الإمام المهدي عليه السلام : "فيجمع الله تعالى له قوما قزع كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم لا يستوحشون إلى أحد و لا يفرحون بأحد يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر لم يسبقهم الأولون و لا يدركهم الآخرون".