الجمعة، 7 يونيو 2013

حامل لواء الذات القائم بحق حمد الله المهدي 31



- إثبات الإمامة على الاطلاق من غير اختلاف -
قال الشيخ الأكبر قدس الله سره في فصل (إثبات الإمامة على الاطلاق من غير اختلاف)
في كتاب (عنقاء مغرب في معرفة ختم الاولياء و شمس المغرب)

((إعلم أنّ الإمامة هي المنزلة التي يكون النازل فيها إماماً متبوعا وكلامه مسموعا، وعقده لا يُحلّ، وضرب مهندّه لا يُفلّ، إذا همّ أمضى، ولا راد لما به قضى، حسامُهُ مصلت، وكلامُه مصمت، لا يجدُ الغرضُ مدخلاً إليه ، وإن رامَ أعتراضاً عوقب عليه، وقد أثبتها كبرى وأكبر وصغرى وأصغر.)) انتهى

فتأمّل هذا الكلام النّفيس للشيخ الأكبر في شرح الإمامة وحقيقتها، وهو هنا يريدُ أن يعرّفنا بصاحب الإمامة الأكبر والأعلى التي ليست فوقها إمامة في كتابه الخاصّ بالتعريف بالختم والخليفة.

* ويقول رضي الله عنه في نفس الفصل : ((وحكم الإمام على قمسين : لما كان الإمام إمامين: ناطق ومضمّن نطقاً، وصادق ومودع صدقاً، كالإمام الذي هو الكتاب الصحيح الذي يشهد عليه بالتصريح فيحكم عليه الكتاب بما شاء كيف شاء ولذلك قال الصادق المختار فيسبق عليه الكتاب فيدخل النار)) انتهى.

وهو هنا يريدُ أنّ الإمامة استودعها الله على شكلين وقسمين : كتاب وإمام خصّ بهذا الكتاب، فكان الكتاب هو الإمام المبين الذي أحصى الله فيه كلّ شيء وقضى فيه ما قضى على الخلق فهو العقل الأوّل وهو الرّوح الأعظم الذي تجلّى الله فيه بأقضيته واقداره وتجليّاته، فهذا هو الكتاب الإمام الذي حكمَ على الأعيان في الأزل، فافهم، وأمّا الإمام المقابل لهذا الكتاب فهو العبد المخصوص بنزول هذا الكتاب عليه فهو الإمامُ النّاطقُ بهذا الكتاب حرفاً والحاكمُ به عدلاً والقاضي فيه قضاءً، فكان العبدُ من جنس الكتاب محكمٌ لا عوج فيه ولا غرض ولا خلل ولا تناقض. قال سبحانه وتعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1)} سورة الكهف. فالعوج إن شئتَ عاد على العبد أو عادَ على الكتاب فكلاهما خاليانِ من العوج فهما متجانسان تامّان، فهما إمامان وهما إمام واحدٌ في الحقيقة والحكم، فافهم فهذا الذي أراده الشيخ الأكبر، موافقاً لما قاله سبحانه في وصف عبده المهدي والكتاب الذي أنزله عليه، وهو كتاب الوجود.

ثمّ تأمّل في الخلافة الإلهية فهي مخصوصة بآخر الزمان، بالإمام المهدي المنتظر، وانظُرْ في اسمها الخلافة الإلهية نسبة لخليفة الله المهدي، فما خصّ بالخلافة الإلهية بمعناها الكامل ظاهراً وباطناً سوى الخليفة المهدي في آخر الزمان. ولذلك اقترنتْ خلافته بالعدل التامّ، فلك هنا أن ترى أنّ الحاكم بكتاب الله تعالى القرآن ليس هو سوى الخليفة، فهو الذي يحكمُ به بالعدل المطلق، فما رجعَ الكتابُ إلاّ لصاحبه الذي يحكمُ به. فالنبيّ صلى الله عليه وسلّم هو الرّسول، رسول الأحكام ودليل العبودية والهداية والمحجّة البيضاء لسلوك السّبيل إلى الواحد الأحد سبحانه، وأنزل عليه القرآن ليعلّم الناس التلاوة والعبادة والعبودية والحكمة، بينما المهدي فهو الخليفة الحاكمُ بهذا الكتاب القرآن. فيظهرُ بالعدل والفصل والحكم بهذا الكتاب فافهم. ويظهرُ بعلم القرآن علماً فريداً ويقيمُ به الحجّة على خاتمية رسالة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعلى هيمنة الإسلام وصلاحيته الكبرى لبني الإنسان.
فهما إمامان لهما الحكمُ والفيصلُ الكتابُ والخليفة. وهما إمامٌ واحد كما أشرنا.

* ويقول رضي الله عنه في نفس الفصل :
((.. فإمام الأئمة كلّها هاديها ومضلّها {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا})) انتهى.


فهو هنا يقول أنّ الإمام الأكبر والأعلى هو الذي بيده الهداية والإضلال، وإليه الإرادة العليا الحاكمة في الأعيان والممكنات وإليه يرجع الأمر كلّه. وليس ذاك سوى الواحد الأحد المريد الله جلّ جلاله. فلو تعدّدت المشيئات والإرادات لذهبَ كلّ إله بما خلق، ولذهبَ كلّ إمامٍ بما أمرَ.

* ويقول في نفس الفصل رضي الله عنه:
(( ... والإمام الأكبرُ المُتَّبَعُ الذي إليه النهاية والمرجع وتنعقد عليه أمور الأمّة أجمع وكلّ إمام لا يُخالف في إمامته إذا ظهر بعلامته ، وكلّ إمام تحت أمر هذا الإمام الكبير . كما أنّه تحت قهر القاهر القدير ، فهو الآخذ عن الحقّ ، والمُعطي بحقّ في حقّ فلا تخذلوه وانصروه ووقّروه وعزّروه، فإنّه إلى هذه المنزلة الشريفة الإشارة بقوله : {إنّي جاعل في الأرض خليفة} ولمّا وقع الإعتراض جعل المعترضين سجّدا بين يديه، فاختصّ بخزي الأبد من أبى السجود، وذلك حين بادر من امتثل الأمر وسجد، وكفى بهذا شرفا للإنسان وكيف إذا انضاف إلى هذا كونه على صورة الرّحمن فله الفضل على جميع الوجود بالصّورة والسّجود، فبالصورة صحّت له الإمامة ، وبالسجود صحّت له العلامة ، حتى شهد الحقّ أنّها له علامة ، ولمّا كان الأمر على هذا الترتيب وأعطت الحكمة له هذا التقريب ، كذلك هذه النشأة الإنسانية والنكتة الربانية فيها أئمة كما فيها أمم أمّة فوق أمّة اذ كان أمّ الكتاب وحضرة اللّباب.)) انتهى.

وهذا كلامٌ فصلٌ جامعٌ صريح في التصريح بالإمام الأكبر الذي ليس فوقه إمام، فهو الخليفة الذي صحّت له صورة الأصل الجامع بين الأضداد فصحّت له الإمامة العليا التي ليس فوقها إمامة، وصحّ له بالسجود العلامة بسرّه المودع فيه سرّ الذات. فقد سجدت الملائكة لآدم عليه السلام ولكنّ المقصود هو سرّ آدم ونفخة روح الله فيه وذلك هو الخليفة حامل سرّ المستخلف بذاته. فافهم.

يقول الشيخ الأكبر في الفتوحات المكية ((فالإنسان الكامل الظاهر بالصورة الإلهية لم يعطه الله هذا الكمال إلا ليكون بدَلًا من الحقّ ولهذا سمّاه خليفة وما بعده من أمثاله خلفاء له فالأوّل وحده هو خليفة الحقّ وما ظهر عنه من أمثاله في عالم الأجسام فهم خلفاء هذا الخليفة وبدل منه في كل أمر يصحّ أن يكون له ولهذا صحّت له المقولات العشرة التي لا تقبل الزيادة على هذا العدد فهذه هي النيابة الأولى)) انتهى.

وهنا الشيخ يُصرّح أنّ الخلافة بمعناها التامّ من كون الخليفة بدلاً عن الحقّ وحاملا لخصائص وصفات المستخلف فهي للخليفة الأوّل وحده، فهو وحده الذي صحّت له النّسبة بالذات وكاملةً غير ناقصةٍ، ما جازَ على المستخلف جاز على الخليفة، ذاتاً وصفاتٍ، كنهاً وتجليّاتٍ. فافهم. وباقي الخلفاء من أمثاله في عالم الأجسام هم خلفاء عن الخليفة الأوّل. لهذا تميّزَ بالإمامة الذاتية في صورة جذبه موافقةً للأصل الذي يتجلّى بالأضداد، وتميّز بالعلامة بالسّجود لهُ، أي السّجود لخليفة الخليفة وهو آدم عليه السلام، فهو خليفة الخليفة الأوّل. فافهم.

وهذه الصّورة التي صحّت للخاتم بها الإمامة يذكرها الشيخ الأكبر في كتابه الفصوص في كلمة شيثية، وقد أسندَها إلى الخاتم وهو في جذبه وتركيبه العنصريّ، إذ قال : ((وهذا العلم كان علم شيث عليه السلام وروحه هو الممدّ لكل من يتكلّم فيه مثل هذا من الأرواح ما عدا الخاتم فإنّه لا يأتيه المادة إلاّ من الله لا من روح من الأرواح، بل من روحه تكون المادة لجميع الأرواح وإن كان لا يعقل ذلك من نفسه في زمان تركيب جسده العنصري. فهو من حيث حقيقته ورتبته عالم بذلك كله بعينه، من حيث ما هو جاهل به من جهة تركيبه العنصري. فهو العالم الجاهل، فيقبل الاتّصاف بالاضداد كما قبِلَ الأصلُ بذلك، كالجليل والجميل، وكالظاهر والباطن والأول والآخر وهو عينه ليس غير. فيعلم ولا يعلم، ويدري ولا يدري، ويشهد ولا يشهد.)) انتهى.

فهذه هي الصورة التي أوجبت له الإمامة أنّه وليّ بالأصالة قبل كماله، فهو كامل وغير كامل، عالم وغير عالم، جامع بين الأضداد جهل وعلم جمال وجلال وظهور وبطون كما هو الأصل، وقال : "وهو عينه لاغير". فافهم هذا التصريح فهو عينُ هذا الأصل، اي هو عين الذات. فهذه هي العلامة أنّه الخليفة الحقّ والأوّل والإمام الأعلى الأكبر.

* ويقول رضي الله عنه بعد ذلك :
((والروح الفكري إمام، والروح العقلي إمام، والروح المصوّر إمام، والرّوح الخيالي إمام، والروح الوهمي إمام، والحواس أئمة، ولكلّ إمام من هذه الأئمة أمّة، والإمام الأكبر، والنّور الأزهر، هوالقلب المقدّم على عالم الشهادة والغيب وهو الروح القدسيّ والإمام القدسيّ، وإليه أشار صلى الله عليه وسلّم بقوله : ((ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب)) فإن كان صالحاً فروح قدسيّ، وإن كان غير ذلك فشيطان غويّ، فالرعيّة على دين الإمام، سواء في عالم البسائط أو عالم الأجسام، فإمام الإنسان هو الذي فيه الرّحمن : «ما وسعتني أرضي ولا سمائي، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن» حين ضاق عن تجلّيه الأرضُ والسّماء واستحالَ عليهما الاتّصاف بالأسماء فصار قلبُ العارف بيت الحقّ ومقعد صدق، فقد ثبت الإمام جمعاً، وأتى الناس إليهما طوعاً وكرهاً)) انتهى.

وهنا يعرّفنا الشيخ الهمام رضي الله عنه بالإمام في عالم الأجسام، وعالم الإنسان، وعالم الأكوان، فقال هو القلبُ الذي وسع الحقّ سبحانه، فصار روحاً قدسياً. ولابدّ لنا هنا من وقفةٍ للتعريف بهذا القلب، وهذا الرّوح القدسيّ والإمام القدسيّ. وقد ضربَ الله لنا في الأمكنة المقدّسة مثالاً لهذه الأئمة وهذه الرّموز، لنستلهم العلم والمعرفة ونشهد المراتب والمنازل، وجاءنا الشرع على لسان رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم بالتعريف بهذه المنازل وقدسيّتها، فكان المسجد الحرام والكعبة هما رمز الإمام القدسيّ المشار إليه، ألا ترى أنّ القبلة هي الكعبة، وأنّ الكعبة تسمّى بيت الربّ، وأنّ السّجود، سجود الأشباح يتوجّهُ قبلةً إليها رمزاً، فافهم فالكعبة هي القلب الذي هو رمز بيت الربّ، إذ وسع القلبُ الحقّ سبحانه، ونزل فيه الرّوح، فصار هذا القلبُ روحاً قدسياً. وكان فضل الصّلاة في المسجد الحرام بمئة ألفٍ صلاة فيما سواه. قال صلى الله عليه وسلّم : « صَلاَةٌ فِى مَسْجِدِى هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلاَةٌ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ ». وفي حديث آخر إسناده حسن ((الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة)).

فتأمّل هذا التفضيل لتعلَم، أنّ الكعبة كانت رمزاً لبيت الربّ، وقبلةً للسجود، وفوقها البيت المعمور.
فإذا عرفتَ هذا التناسب في الأمكنة، عرفتَ أنّ الإمام القدسيّ، هو قطب الأرواح وإمامها الذي سجدت إليه الملائكة، كما نسجدُ للقبلة التي هي الكعبة وجهةً.

وهذا القطب الأعظم للأرواح الإنسانية وقبلة الأرواح هو الخليفة. فهو رمز القلب الأوّل، أي الرّوح القدسيّ المسمّى بالعقل الأوّل، لأنّ القلبَ جعله الله محلاًّ لهذا الوسع، فكان الرّوح النّازلُ في هذا القلب هو الذي جعلَ الإنسان الكامل إماماً نائباً وخليفةً عنه، فلمّا كان الخليفة الأوّل هو عينُ الرّوح القدسيّ، فقد صارَ القلبُ في حقيقته التي أنشأهُ الله لها أن يكونَ روحاً قدسياً. فافهم.
فإلى هذا الخليفة الإمامة القدسية. قال الله سبحانه {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.} [الشورى:52]. فهذا الروح الذي أوحى الله به لنبيّه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، هو الرّوح القدسيّ الذي تجلّى الله فيه بذاته، فصارَ القلبُ في أصلِه الأوّل روحاً قدسياً قبلَ نزول هذا الروح على الخلفاء من بني آدم، إذ نزول هذا الرّوح القدسيّ على قلب العبد الكامل هو معنى الولاية ومقام الولاية، قال سبحانه ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)﴾. [سورة الشعراء]. فقلنا كان الرّوح هو القلبُ الأوّل، القلبُ الأصليّ، فالقلبُ هو صورة الذات كما شرحناهُ في مقالٍ سابقٍ، فكان الخليفة الذي هو عين الرّوح القدسيّ هو القلب بالأصالة وهو عين الذات. كان وليّاً وآدم بين الماء والطين. {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الشورى 9]. فافهم.

* ويقول رضي الله عنه في نفس الفصل :
((واعلموا أنّ المبايعة لا تقع إلاّ على الشرط المشروط والعقد الوثيق المربوط ،كل مبايع على قدر عزمه ومبلغ علمه، فقد يبايع الشخص على الإمامة وغيره تكون له العلامة، فتصبح المبايعة على الصّفات المعقولة لأعلى هذه النّشأة المجهولة فيمدّ عند تلك المبايعة الخليفة النّاقص في ظاهر الجنس الخليفة المطلوب يده، من حضرة القدس، فتقع المبايعة إليها من غير أن ينظر ببصره إليها، لذلك يقعُ الاختلاف في الإمام المعيّن لا في الوصفِ المتبيّن، في الخليفة التي تجتمع القلوب عليه، ولا سيّما إن اختلّ ما بين يديه، فقد صحّت المبايعة للخليفة وفاز بالرتبة الشريفة وإنْ توجّه اعتراض فلا سبيل إلى القلوب المنعوتة بالمراض، ولمّا كان الحقّ تعالى الإمام الأعلى والمتبّع الأولى قال : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}
ولا ينال هذا المقام إلاّ جسم بعد النبي المصطفى الأعظم صلى الله عليه وسلم إلّا ختم الأولياء الأطول الأكرم))
انتهى.

فانظر إلى هذا الكلام الفصيح الصّريح، في تعيين هذا الإمام الأعلى الذي ليس على إمامته اختلاف، فهو الخاتم، فاز بالرّتبة الشريفة رتبة الخليفة، الخليفة الذي هو الحقّ تعالى ظاهراً بذاته في مظهر هذا الخليفة، فالآية فيها ضميران، المُبايَع في الظاهر هو النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والبيعة وقعت في الحقيقة لله سبحانه، فالآية أشارت إلى الذي وجبَتْ له البيعة والإمامة العليا. فالخليفة هو حامل هذا السرّ الأعلى، وهو الإمام الأكبر والمتبّعُ الأَولى.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد صفوة الخلق وسيّد الأوّلين والآخرين، والحمد لله ربّ العالمين.


يتبع ...